تعريف اللعب
للعب تعريفات عديدة, على الرغم من تعدد هذه التعريفات في الصياغة والمفهوم فان جل هذه التعريفات يربطها خيط مشترك
من الصفات وهي: الحركة, النشاط والواقعية.
عرف اللعب حسب المعاجم العربية على انه فعل يرتبط بعمل لا يجدي او بالميل الى السخرية,بل هو نشاط ضد الجد.
وعرف اللعب حسب قاموس علم النفس على انه نشاط يقوم به البشر بصورة فردية او جماعية لغرض الاستمتاع دون اي دافع آخر.
وحسب النظرية المعرفية فان اللعب هو النشاط الحركي الذي يعمل على نمو الفرد العقلي, فاللعب والنشاط الذي يقوم على الحركة والتمثيل الرمزي والتمثيل الخيالي والتصور الذهني والرسم يعتبر عملية اساسية لانماء العقل والذكاء عند الاطفال .
ومن المتفق عليه ان اللعب نشاط حر موجه او غير موجه, يكون على شكل حركة او عمل يمارس فرديا او جماعيا ويستغل طاقة الجسم الحركية والذهنية. وهو نشاط تعليمي ووسيط فعال يكسب الاطفال الذين يمارسونه ويتفاعلون مع انواعه المختلفة دلالات تربوية انمائية لابعاد شخصيتهم العقلية والوجدانية والحركية.
واللعب يظهر باشكال مختلفة ومتنوعة, نتائجه غير ظاهرة للعيان ولا يمكن حصرها, وهنالك اتفاق حول عناصره العامة
** للعب دوافع داخلية, فالاطفال يلعبون نتيجة دافع داخلي وليس نتيجة ضغط خارجي.
** اللعب متعة للاطفال حيث يسعد الاطفال بنشاطاته المختلفة.
** اللعب مرن ومحرر من اي قواعد او قوانين تفرض عليه من الخارج, ويختلف من شخص لآخر.
يتصل اللعب اتصالا مباشرا بحياة الاطفال, حتى انه يشكل محتوى حياتهم وتفاعلهم مع البيئة, وبذلك يصبح اللعب اداة انماء لشخصية الاطفال وسلوكهم. واللعب في سنوات الطفولة وسيط تربوي يعمل على تشكيل الطفل في هذه المرحلة التكوينية الحاسمة من النمو الانساني. وحتى نتمكن من ربط اللعب بنوعية النماء في شخصية الاطفال فانه ينبغي ان ينوع بحيث يشتمل على اشكال مختلفة تغطي احتياجات النمو عندهم, بحيث تصمم الالعاب في مرحلة رياض الاطفال لمواجهة الاحتياجات الحركية والانفعالية والعقلية الاجتماعية والنفسية والتعليمية وغير ذلك من مهارات.
ويعتبر اللعب عاملا مهما جدا في عملية تطوير الاطفال وتعلمهم, فاستعمال الاطفال لحواسهم مثل الشم واللمس والتذوق يعني انهم اكتسبوا معرفة شخصية, هذه المعرفة التي لا يمكن ان تضاهيها المعرفة المجردة التي قد تأتي للاطفال من خلال السرد والتعليم. فاللعب يعطيهم فرصة كي يستوعبوا عالمهم وليكتشفوا ويطوروا انفسهم ويكتشفوا الاخرين ويطوروا علاقات شخصية مع المحيطين بهم, ويعطيهم فرصة تقليد الآخرين.
فمن هنا نجد انه لا يمكننا ان ننقص من اهمية اللعب في اكساب الاطفال مهارات اساسية في مجال العلوم الاجتماعية والرياضيات, اللغة, الفنون والعلوم. ولا ننكر اهمية اللعب في صقل شخصية الطفل وربط تجربة اللعب مع وظائف عديدة منها:
1- التطور اللغوي
2- التطور العاطفي
3- القدرة على استعمال الادوات
4- حل المشاكل
5- العمل المشترك والمهارات الاجتماعية
6-النضج العقلي
أنواع اللعب
1-اللعب التمثيليالدرامي
فيعد على جانب كبير من الاهمية بالنسبة للاطفال, فمن خلاله يتعلم الاطفال تكييف مشاعرهم من خلال تعبيرهم عن الغضب والحزن والقلق, ويتيح لهم فرصة التفكير بصوت عال حول تجارب قد تكون ايجابية او سلبية. ويرتكز اللعب الدرامي على تعاون معقد بين الجسم والعقل, فالطفل لا يستعمل دماغه وصوته فقط بل يستعمل جسمه كله اثناء اللعب. ويعتبر هذا النوع من اللعب من ابرز انواع اللعب لدى اطفال الروضة في هذه المرحلة من العمر. فنرى ان ركن المنزل وركن الطبيب والدكان وغيرها من مراكز في الروضة هي على جانب كبير من الاهمية من اجل القيام باللعب التمثيلي. لذا وجب علينا اثرائها بالاثاث والادوات والمواد اللازمة لنتيح الفرصة للطفل باللعب بها والقيام بالعاب التظاهر والادوار المختلفة, وتمثيل كل ما يعرفه الطفل عن الناس والاحداث من حولهم, وعن مواقف سبق لهم ان خبروها مما يتيح الفرصة للطفل لفهم نفسه وفهم العالم من حوله بطريقته الخاصة. فالطفل يحاول ان يعيش الكثير من التجارب بخياله فهو يعبر من خلال هذه المراكز عن مشاعره, احاسيسه, انفعالاته وافكاره, فيخطط لمواقف ذات علاقة به او بعائلته او بالبيئة المحيطة به, ويوزع الادوار مع الاطفال الآخرين, مما يكسبه مهارة التخطيط وتوزيع الادوار وحل المشاكل, كما ويتعلم العديد من المهارات الاجتماعية كالمشاركة والتعاون والمساعدة.
** فوائد اللعب التمثيلي**
1- يساعد اللعب التمثيلي الطفل على فهم وجهات نظر الاخرين من خلال ادائه لدورهم, كأن يقوم بدور الاب او الطبيب او المعلم, وهذا ما يساعده على القيام ببعض الادوار في المستقبل.
2- يعد اللعب التمثيلي متنفسا لتفريغ مشاعر التوتر, القلق, الخوف والغضب, هذه المشاعر التي يمكن للطفل ان يعاني منها.
3- يعد اللعب التمثيلي من الالعاب الابداعية وهو وسيط هام لتنمية التفكير الابداعي عند الاطفال, فهو ينطوي في الاساس على الكثير من الخيال والتخمين والتساؤلات والاستكشاف.
4- يؤدي اللعب التمثيلي في حياة الطفل وظيفة تعويضية, تتمثل في تنمية قدرة الطفل على تجاوز حدود الواقع وتلبية احتياجاته بصورة تعويضية, فاذا مثل هذا اللعب يكون بديلا للواقع والشعور بالاكتفاء.
5- يساعد اللعب التمثيلي الطفل على فهم الشخصية التي يلعب دورها, مما يسهم في تغلبه على مخاوفه واحباطاته, فمثلا عندما يمثل دور الطبيب فان ذلك يساعده في تغلبه على خوفه من زيارة الطبيب.
6- يساعد اللعب التمثيلي في تطوير المهارات الجسمية من خلال استعمال الطفل للادوات والاجهزة المتوفرة في الركن الذي يلعب به والتي بدورها تعمل على تنمية مهارة التحكم بالعضلات الدقيقة ومهارة التآزر البصري وكذلك التمييز البصري.
7- يتعلم الطفل خلال اللعب العديد من المهارات الاجتماعية كالمشاركة والاصغاء والانتظار والتعاون والمساعدة.
8- يكتسب الطفل مهارة التخطيط وتوزيع الادوار وحل المشاكل.
9- يثري اللعب التمثيلي معلومات الاطفال وفهمهم للعالم من حولهم, فهم يقومون بفحص واكتشاف بيئتهم بشكل مستمر, فسماعة الطبيب مثلا توفر الفرصة للاطفال للاستماع الى دقات القلب, والاستماع الى اصوات موجودات اخرى في بيئتهم, كما ان وجودها يثير لديهم تساؤلات عدة حول كيفية عملها.
2-اللعب الفني ( التعبيري)
تتمثل الالعاب الفنية في النشاطات التعبيرية الفنية التي تنبع من الوجدان, التذوق الجمالي والاحساس الفني. حيث يمارس الطفل انشطة فنية مختلفة كالرسم والتلوين, التلصيق, الغناء والموسيقى. حيث تفسح هذه الانشطة للطفل فرصة التعبير عن مشاعره بحرية وابداع دون قيود.
**اهداف اللعب الفني**
1- خلال اللعب الفني يجرب الطفل استخدام العديد من المواد والخامات مثل المعجونة (الملتينة), الطين, الصمغ, المقصان واقلام التلوين. ما يساعده على اكتشاف خصائصها.
2- هذه المواد التي يستعملها تساعد في تنمية عضلاته الصغيرة وانامله, وبالتالي يصبح اكثر استعدادا لعملية الكتابة.
3- هذه الالعاب والانشطة تفسح للطفل فرصة التعبير عن مشاعره بحرية وابداع وتعزز صورته الايجابية عن ذاته.
4- تزداد ثقة الطفل بقدراته عندما ينجز نشاطه الفني ويعرضه على اللوحة المخصصة لعرض اعمال جميع الاطفال.
5- تنمية التذوق الجمالي.
6- يمنح اللعب الفني الطفل الفرصة والوسيلة للتعبير عن الذات, ويفسح المجال امامه للتنفيس عن ذاته وتفريغ طاقاته بصورة ايجابية, وقد يكون وسيلة للكشف عن مشاكل كبيرة يعاني منها الطفل.
3- اللعب التركيبي البنائي
ينمو اللعب التركيبي مع مراحل نمو الطفل المختلفة, فهو في البداية يقوم بعملية التركيب او وضع الاشياء بجوار بعضها, واذا ما شكلت هذه الاشياء نموذجا مألوفا فانه يشعر بالسعادة والبهجة. لكن في مرحلة متقدمة يقوم باستخدام المواد بطريقة محددة ومعينة وملائمة في البناء. ويتطور اللعب التركيبي لديه ليصبح نشاطه اكثر جماعية وتنوعا وتعقيدا. ركن البناء والتركيب يحتاج الى مكان فسيح ومحدد بحدود لكي يشعر الطفل انه موجود في المنطقة.
اهداف اللعب التركيبي:-
1- يتعلم الطفل من خلاله مهارات ذات علاقة لتنمية تفكيره العلمي مثل: المقارنة, التنبؤ, الملاحظة والتحليل, ومفهوم مبدأ التوازن. كذلك يميز الطفل التشابه والاختلاف بين الاشكال ويبتكرون انماطا من البناء.
2- يتعلم الطفل مفاهيم اساسية في الرياضيات, مثل التصنيف, التسلسل, الاطوال, المساحة, الاعداد والاجزاء.
3- يسهم في النمو اللغوي والاجتماعي للطفل, فتزيد مقدراته اللغوية وتتطور مهارته في المحادثة والحوار.
4- شعور الطفل بالانجاز اثناء اللعب ينمي ثقته بنفسه ويعزز صورته الايجابية عن ذاته.
5- عند اشراك الطفل مع مجموعة اثناء اللعب فانه يتعلم العديد من المهارات الاجتماعية كالمشاركة, التعاون واحترام عمل الآخرين.
6- يساعد هذا اللعب على تنمية قدرة الطفل على التخطيط, لان هذه الالعاب تساعد الطفل على الانتقال من مرحلة البناء العشوائي الى مرحلة التخطيط لاعمالهم.
4- اللعب الاجتماعي
هي العاب وفق قواعد وقوانين مقررة سلفا. على الطفل السلوك وفق هذه القواعد, والانصياع للقوانين والتحكم باعماله وردوده. هناك احكام لعب متبعة او موصى بها من قبل المنتج, لكن يمكن للمربية او مجموعة الاطفال تغييرها وملاءمتها لاحتياجاتهم.
هناك ثلاثة انواع العاب شائعة:-
أ- العاب الحركة- الطابة, الغميضة وغيرها.
ب-العاب الطاولة- اللوتو, الدومينو وما شابه.
ج- العاب الحاسوب.
د- العاب شعبية.
** اهداف اللعب الاجتماعي**
1 -الانصياع للقوانين والعمل بحسب الارشادات.
2-يتعلم الطفل الصبر والانتظار بالدور.
3-تنمية العضلات الدقيقة والعظلات الغليظة.
4-اكتساب قيم اجتماعية مثل المشاركة, الاحترام وغيرها.
5- يساهم في تنمية النمو اللغوي والاجتماعي للطفل.
5- اللعب الادراكي ( التربوي)
يعتبر اللعب الادراكي ذو اهمية كبرى في تنمية شخصية الطفل في مختلف جوانبها, وعند تنظيم مركز الالعاب الادراكية على المربية ان تختار زاوية هادئة للطفل للتركيز وانجاز عمله بهدوء. وتوفير زاوية مفروشة بالسجاد لكي يجلس عليها الاطفال اثناء لعبهم, وان تكون رفوف الالعاب قريبة من متناول يد الاطفال وكذلك ان تكون سليمة وكاملة وغير مكسورة. وقد يكون اللعب الادراكي فردي او جماعي.
**اهداف اللعب الادراكي التربوي**
1- يتعلم الطفل العديد من المفاهيم الرياضية , مثل التطابق, التسلسل والتجميع.
2- تساعد هذه الالعاب في تنمية عضلات الطفل الدقيقة.
3- تساعد هذه الالعاب في تنمية مهارة التآزر البصري.
4- شعور الطفل بالنجاح والانجاز عندما يقوم بتركيب احد الالعاب.
5- الشعور بالنجاح ينمي ثقة الطفل بنفسه.
6- يسهم في تنمية نموه اللغوي والاجتماعي من خلال مشاركة الاخرين له.
7- يكتسب بعض القيم الاجتماعية من خلال تفاعله مع الاخرين كالاحترام والمشاركة والتعاون. ويتخلى عن الانانية والتمركز بالذات, كما ويتعلم قواعد السلوك والقيم والاخلاق والقيادة والمسؤولية وتقبل الفشل.
8- من خلال اللعب يتعرف الطفل الى الاشكال والالوان والاوزان والاحجام وما يميزها من خصائص مشتركة وما يجمع بينها
من علاقات.
9- تتطور لدى الطفل القدرة على التحليل والتركيب والابتكار.
ومن المواد الموجودة في ركن اللعب الادراكي : العاب البازل متفاوتة الصعوبة, العاب الذاكرة, العاب مطابقة وتصنيف وتسلسل, خرز باحجام والوان مختلفة, العاب لغوية متنوعة للوصف والتفسير والتمييز السمعي… صندوق الحواس, صور محادثة وغيرها.
6- اللعب البدني والحركي
يحتاج الطفل الى العاب وادوات لتنمية العضلات الكبيرة مثل الاراجيح, السحاسيل, اماكن القفز, العاب التوازن والسيسو وسلالم التسلق والتي تعتبر جميعها جزءا هاما من النشاطات الحركية.
المساحة بين معدات اللعب المختلفة في الساحة يجب ان تكون كافية بحيث تسمح للاطفال باللعب والحركة والمرور بامان.
** اهداف اللعب البدني والحركي**
1- تنمية العضلات الكبيرة لدى الطفل.
2- توفير احتكاكا اجتماعيا بين الطفل وزملائه.
3- القيام بنشاطات من شأنها ان تجلب المتعة والتسلية للطفل
4- اكتساب بعض القيم الاجتماعية كالتعاون والمساعدة والمشاركة والانتظار بالدور والصبر.
5- المساهمة في النمو اللغوي لدى الطفل فتزيد مفرداته اللغوية وتتطور مهاراته في المحادثة.
7- اللعب الابداعي
اطلق بعض التربويين اسم ساحة اللعب الابداعي على ساحة الخرداوات, وذلك لانها توفر للاطفال المجال الخيالي والابداعي وتنمي فيهم روح المغامرة, وذلك لانها تحوي معدات تثير دهشة الاطفال مثل معدات التسلق , السلالم, الشباك, الحبال ومعدات الزحف مثل الخنادق والحفر, واخرى تتعلق بالمشي والركض مثل العتبات واطارات السيارات او معدات القفز مثل رفاصات السيارات او الفراش. اما بالنسبة للعب الخيالي فتتوفر في هذه الساحة بيوت الشجر او سيارات قديمة.
** اهداف اللعب الابداعي**
1- تنمية العضلات الغليظة لدى الاطفال.
2- اكتساب العديد من المهارات الاجتماعية.
3- تنمية حب الاستطلاع والحماس لدى الاطفال.
يمكن كذلك الاطلاع على