كيفية تنشيط القسم وفق بيداغوجيا المجموعات
المجموعات تقنية من التقنيات التي أصبحت ملحّة على العمليات التربوية في هذ العقود
الأخيرة خاصة بعد ولادة مفاهيم مثل “التفاعل الاجتماعي المعرفي” أو
“حيوية المجموعات”، وزادها تأكيدا متطلبات “البيداغوجيا الفارقية”
عندما أعلنت عن الحاجة إلى “مجموعات دعم” ما كان منها خاصا بالقسم
الواحد وما كان عابرا للأقسام..
1/ ماذا يعني العمل في
مجموعات؟
– القيم الأساسية للطرق الحديثة (الطرق
النشيطة):
- إثارة الاهتمام التلقائي لدى التلاميذ، حتّى
تتوفّر الدافعية في كلّ النشاط
- احترام حرية الابتكار والمبادرة لدى
التلاميذ
- إيلاء العناصر النفسية والاجتماعية في تطور
الأشخاص ما تستحقّ من الاعتبار وفي إطار هذه القيم يتنزّل
الحديث عن بيداغوجيا المجموعات.
التي تتعلّق بمجموعات تلاميذ لا تصل إلى حدّ تكوين قسم بالمعنى العاديّ للكلمة.
وتنبثق هذه المجموعات سواء عن طريق تقسيم القسم إلى عدد من الأجزاء الصغرى، أو عن
طريق ضمّ تلاميذَ لا ينتمون عادة إلى نفس القسم.
التلاميذ في “وضعيات” بناء ذاتي للمعرفة، وذلك بجعله نشطا وفاعلا خلال
عملية التعلّم. وبتعبير آخر، فهي محاولة للانطلاق من “حقيقة” التلميذ
وواقعه، بما يستوجبه من توفير جملة من الآليات كـ”الوضعيات المشكلة”
و”مقاطع التعلّم” التي تكفل تنوّعا في الإجابات تناسب الفروق الكثيرة
بين التلاميذ.
ماريو” وضع التلاميذ في وضعية تعلم جماعيّ، لأن التعلّم ليس مجرّد تلقّ
للمعلومة (10% فقط يتعلمون جيّدا بمجرّد الإنصات) ولكنّه كذلك، وأهم من ذلك معالجة
تلك المعلومة لامتلاكها.
مجموعتين نفس الشّروط بحيث لا تختلفان إلاّ في طريقة العمل، فإن الأطفال الذين
يشتغلون جماعيا يحققون تقدما أكبر من الذي يحققه المشتغلون فُرادى. وليس سبب ذلك
هو اقتداء بعضهم ببعض، بل إنّ الاختلاف في وجهات النّظر يجبر الأفراد على إعادة
تنظيم مقارباتهم المعرفية، وبذلك تنتج حركية العمل الجماعيّ تقدّما معرفيّا
فرديّا.[1][1]فالمسألة وفق هذا الطّرح تأخذ “طبيعة اجتماعية في المقام
الأول”[2][2]، لأنّ كلّ واحد سيحاول إثبات وجهة نظره أمام الآخر ومن هنا جاءت
عبارة “الصّراع الاجتماعي المعرفي” (Conflit
socio-cognitif). وتستمدّ هذه المواقف
والمقولات روحها من تيارين أساسيّن:
- نموذج “بياجيه” (Piaget) الذي يرى بأن عملية بناء
الذكاء تفترض نوعا من فقدان التوازن التّكيّفي: لأنّه عندما تستعصي علينا الحقائق
نكون في حاجة إلى مراجعة كيفيّاتنا في التفكير والفعل. - عديد البحوث والدراسات التجريببية التي أنجزت
أواخر الخمسينات في رحاب علم النفس الاجتماعي لاكتشاف دور الصراع الاجتماعي في
تكوين الحكم الفردي. والتي تدعّمت بكتابات النفسانيّ الرّوسيّ “Lev S. Vygotsky” والتي لم يقع
ترجمتها إلى الأنجليزية إلا في نهاية السبعينات، وفي بعضها يقول: “في
تصوّرنا، الاتجاه الحقيقيّ للتفكير، لا يمشي من الفردي إلى الجماعي، وإنما من
الجماعي إلى الفردي”.
نشر هذا المفهوم “La construction de l’intelligence
dans l’interaction sociale”[3][3]
على اتخاذ القرار، وبالتالي فهي فضاء لتحمّل المسؤولية وللتّرشّد الذاتي. وتوفر
المجموعةُ الآليةَ التي تنخرط فيها جهود الجميع للبحث والإبداع والابتكار، وبذلك
تصبح “منظومة” قادرة على تفعيل القدرات الكامنة وعلى تعديلها في
آن.
2/ لمـــاذا العمل في
مجموعـــــــــات؟
مثل:
مجموعات كلّ تلميذ على التعبير عن رأيه عن طريق شخص آخر، إلى أن يتعوّد بتدرج على
الاندماج في المجموعة وأخذ زمام المبادرة.
مجموعات توفّر فضاء “تفاعل” اجتماعيّ متنوّع يعلّم التلاميذ مع الأيّام
كيف يتصرّفون شيئا فشيئا في نزاعاتهم “conflits” التي تجمع “التدافع” مع “الشّدة” مع
اللعب مع علاقات “السيطرة/الاستسلام” مع القيادة.
مضطرّا في بعض المواقف إلى أن يشرح بعض “التعلّمات” إلى بعض زملائه أو
إلى أن يعبّر عنها، مما يعيد له الثقة في إمكانياته.
مجموعات توفر وضعيات “حيوية” “dynamiques” تسمح بالحركة والتحدّث بين الزملاء، وتنظيم الطاولات بطريقة
مغايرة، بأخذ المبادرات والقرارات، ولعب الأدوار، وتوزيع المهامّ.. وهذه الحيوية
من شأنها أن تقنع التلاميذ بأنهم الفاعلون الحقيقيون في تعلّمهم، فتتولد لديهم
الرّغبة في التعلّم.
3/ ما هي المكوّنات
الأساسية للنّشاط وفق بيداغوجيا
المجموعات؟
أنّه قد فُهم من الجميع، ويحسن تسجيله بما يجعله في متناول كلّ طرف.
دقيقة أو خمس دقائق يستجمع فيها كلّ تلميذ أفكاره وموارده حول القضيّة المطروحة،
ويسجلها في ورقة، ليُدمجها بعد ذلك مع مجلوبات زملائه في إطار المجموعة.
يراجعوا عملهم، وللأستاذ حتّى يتابع سير نشاطهم، إلا إذا كانت أهداف النشاط تقتضي
عكس ذلك: في حالات العمل على الذّاكرة مثلا أو اختبار القدرة على المبادهة أو
الارتجال..
فالدراسات في هذا المجال تؤكّد أنه كلّما كانت مدّة “المهمّة” محدّدة
وقصيرة كلّما كان الإنتاج أفضل. بالإضافة إلى أنّ التلاميذ يستحسنون هذا التوقيت
المنضبط، ويعيشونه كتحدّ.
من خلال:
مكمّلة
كلّ النتائج التي توصّل إليها التلاميذ..
تساهم في بناء شخصية التلاميذ لأسباب ثلاثة على الأقلّ:
أحضان المجموعة
تمارين أو درس إضافي، أو بحث، أو تحرير… تدعّم التعلّم المحَصَّل في القسم
وتثريه.
4/ متــى يمكن اللجوء إلى
“المجموعات”؟
تيسيرا للتواصل وذلك لوجود معوّق أو صراع ينبغي تنظيمه
بأنفسهم
لتعديل مسار الدّرس حسب درجة الفهم
لتبين ما يحتاج إلى معالجة
يستكمله التلميذ في فضاءات أخرى غير القسم: كالنّادي أو البيت أو المكتبة أو
المخبر.. ولا مانع من أن يكون هذا العمل مع كبار آخرين مسؤولين عن مجموعات..
5/ نماذج من تقنيات
المجموعات:
لا يمكن استيفاؤها في مثل هذا الموجز، ولكن سنقتصر هنا على بعضها الذي كثر
استعماله وظهرت نجاعته:
يقدّم المطلوب لكامل القسم
اثنين: كلّ مع جاره، مع ضرورة تأليف إجابتيهما في ثماني دقائق
يؤلفون الإجابتين السابقتين في عشر دقائق
المطلوب مدّة خمس عشرة دقيقة.
مجموعة (رباعيّة أو ثمانيّة حسب الوقت الذي اختار الأستاذ أن يوقف فيه العملية) أن
تسجّل إنجازها النهائي على السبّورة. ولأن هذه المرحلة قد تكون طويلة فمن الأفضل
أن توزّع أوراق كبيرة (أو أوراق شفافة عند توفر عارضها) على المجموعات النهائية
لتسجيل الحصيلة الأخيرة لعملهم بطريقة واضحة. وتدوم عملية التأليف الجماعية هذه
عشر دقائق.
الأستاذ وأثراه، ليكون بمثابة عمل فردي تدعيمي.
لتجميع التلاميذ في ثلاثة أو أربعة أفراد:
رباعيّة باختيار شخصي، أو بإملاء من الأستاذ (يعتمد على مواصفات التفريق التي
اختارها بناء على التشخيص الأولي)
مختلفة، حتّى وإن تعلقت بنفس الأهداف، ويطلب منهم تقريرا حول أعمالهم ليُعتمد في
التأليف النهائي الجماعي.
حسب دقّة التعلّم، ثم تعرض عملها على القسم في دقيقتين أو ثلاث.
مختلف التقارير، مع إثرائها بمعطيات مكملة أو جديدة..
لإنجاز التعلّم المطلوب مدّة 10 أو 15 دقيقة، بعد أن تكون كلّ مجموعة قد اختارت
“رسولا” يمثّلها يطوف الرسل في
نهاية الوقت المخصّص على كلّ مجموعة لإفادتهم بما أنجزوه، وذلك بحساب دقيقتين لكلّ
رسالة.
الآخرين وإعلام الأستاذ الذي سيستثمر بدوره هذا المسجّل في مداخلته
التقنية، و6.6 تعني 6 مشاركين مدّة 6 دقائق
يجتمع التلاميذ وفق مجموعات سداسية تختار “منشطا”
و”مقررا” و”ناطقا”
دور “المنشط” أن يحاور كلّ عضو (بما في ذلك نفسه) مدّة دقيقة حول
الموضوع المطروح، بما يجعل الوقت الجمليّ 6 دقائق.
اجتناب المعلومات المتكررة، والأفضل أن يكون التسجيل على ورقة كبيرة وبخط واضح
حتّى يعرض العمل على كامل القسم.
قراءة التقارير ومناقشتها وتنقيحها مدّة خمس دقائق.
مجموعته وأن يقرأه على القسم
ليتسمّى به داخل مجموعة ثنائية كلّ
حامل رقم 1 يسأل زميله الحامل رقم 2 مدة دقيقة، ثم تتبادل الأدوار يعرض كلّ تلميذ نتيجة حواره أمام كامل
القسم تدخل الأستاذ يكون مساوقا
للعروض، مع تسجيل المعطيات التي يراها ضرورية لعمليّة التأليف
نصف دائرة قبالة القسم، وتمثل ربع عدد التلاميذ الإجمالي، وهي التي تتولّى مناقشة
الموضوع المطروح· مجموعة المشاهدين الذين
يتمثل دورهم في الإنصات إلى المناقشة التي يديرها زملاؤهم، ويطرحون عليهم
الأسئلة تجري هذه التقنية على النّحو
التالي:
بمناقشة الموضوع المطروح مدّة 10 دقائق. ويمكن للأستاذ أن يتدخّل لإثارة النقاش
عبر معطيات تكميلية أو جديدة. بينما يسمع فريق المشاهدين في صمت ويقتصرون على
تسجيل أسئلتهم على أوراق
عن الحديث وتأخذ في تقبّل الأسئلة (ينهض تلميذ منشط بالعملية)، ثمّ تتولى الإجابة
مدة 10 دقائق. وكلما عجزت “العَيِّنَةُ” عن الإجابة يتدخل الأستاذ.
عليها الأستاذ.
تعليم التلاميذ أن ينصتوا إلى بعضهم البعض، وأن يتحكموا في وقت تدخلاتهم، وأن
يستدلوا على أفكارهم..
الاكتشاف، ولتنشيط الذاكرة المطلوب هو
التعبير عن كلّ ما يخامر الذهن مما يتعلّق بالموضوع المطروح يسجّل الأستاذ هذه التعبيرات على السبورة
مذكرا بين الفينة والأخرى بالموضوع
بمعونة التلاميذ يَنْظُم الأستاذ المعطيات المحصَّلة في محاور مختلفة
مستعملا وسائل شتى كالألوان..