يحدد أصحاب معاجم علوم التربية بيداغوجيا الخطأ: باعتبارها تصور
ومنهج لعملية التعليم والتعلم يقوم على إعتبار الخطأ استراتيجية للتعليم والتعلم،
فهو استراتيجية للتعليم لأن الوضعيات الديداكتيكية تعد وتنظم في ضوء المسار الذي
يقطعه المتعلم لإكتساب المعرفة أو بنائها من خلال بحثه، وما يمكن أن يتخلل هذا
البحث من أخطاء. وهو استراتيجية للتعلم لأنه يعتبر الخطأ أمرا طبيعيا وايجابيا
يترجم سعى المتعلم للوصول إلى المعرفة.
كيف يمكن دمج الخطأ في سيرورة التعليم والتعلم قصد الرفع من المردودية؟
التي اهتمت بهذا المجال، والتي حاولت في أغلبها توضيح أن الأخطاء التي يرتكبها
المتعلم ليست ناتجة فحسب عن ما هو بيداغوجي أو ديداكتيكي أو تعاقدي. بل إن هناك
سبب جد هام وهو ما يتصل بتمثلات المتعلم تلك التي قد تكون خاطئة وبالتالي فهي تشكل
عوائق أمام اكتساب معرفة عملية جديدة. مع التأكيد على أن الأخطاء التي نرتكبها في
تعلمنا تشكل جزءا من تاريخنا الشخصي مع كل ما يشتمل عليه تاريخنا الخاص من معرفة
وتجربة وتخيلات. وهكذا يمكننا تشبيه أخطائنا الخاصة بتلك الأخطاء التي عرفها تاريخ
العلم خلال مراحل تطوره.
المعرفة العلمية مجالا للبحث والدراسة.
السلوكية العوائق البيستيمولوجية (باشلار) يعتبر “باشلار” أن التمثلات التي تترسخ في ذهن
المتعلم على شكل أفكار مسبقة والتي تم اكتسابها من خلال التجارب المباشرة المرتبطة
بالمجال الثقافي والاجتماعي تكون حمولة معرفية على شكل مجموعة من العوائق
الايستيمولوجية التي تضمر وتقاوم اكتساب المعرفة العملية الجديدة،
أساسية والتي تتسبب في ارتكاب الأخطاء أو إعادة ارتكابها من جديد مرة أخرى .
الجوهري. -العائق الحسي. -العائق اللغوي. -العائق الاحيائي. تمثل هذه العوائق
موضوعا أساسيا بالنسبة للمدرس وغالبا ما تكون هي السبب في ما يرتكبه المتعلم من
أخطاء خلال مساره التعليمي التعلمي، كما أن هذه العوائق قد تبقى كامنة رغم انتهاء
مراحل الدراسة.
* كيف يتم رصد الأخطاء ودمجها في الفعل التربوي ؟
المعيار الأساسي لضبط المستويات الدراسية خاصة ما ارتبط منها بالتحصيل وبناء
المفهوم، ويبقى الهدف الأساسي هو أن يعمل المدرس جاهدا على هدم التمثلات الخاطئة
وتعويضها بمعرفة مواتية حسب مختلف مراحل النمو العقلي ووتيرة التعلم وذلك من خلال
تهيئ وضعيات تربوية ملائمة لتحقيق هذا الهدف تشكل بيداغوجيا الخطأ الأسلوب
البيداغوجي الذي يمكن اعتباره قصد تنفيذ هذا الإجراء على أرض الواقع. من المعروف
أن التقويم التشخيصي ضروري في بداية كل حصة دراسية وكل دورة وفي بداية السنة
الدراسية قصد الحصول على مجموعة من البيانات التي توضح مدى تحكم المتعلم في
مكتسباته السابقة، وكذلك معرفة تصوراته وتمثلاته حول مفهوم ما تعنه الظواهر
المطروحة على مجموعة من التلاميذ نأخذ الأمثلة التالية في مادة العلوم الطبيعية.
من التلاميذ الذين لم يسبق لهم أن تعرفوا على ظاهرة الزلازل والبراكين تقديم
مجموعة من الشروحات حول الظاهرتين فجأت أجوبتهم على الشكل التالي: – أن الجن هو
الذي يحدث البراكين، وأن الأرض تختنق فتريد أن تتنفس.
من التلاميذ لم يسبق لهم معرفة كيفية تكاثر المتعضيات المجهرية إلى تقديم شروحاتهم
حول الوظيفة البيولوجية، وبعد تجميع تصوراتهم تم التوصل إلى ما يلي: – إن المكروب
الأنثى يبيض وكل بيضة تعطي مكروبا جديدا. – إن المكروب الأنثى يلتقي (التزاوج)
بالمكروب الذكر فتصبح الأنثى حاملا بعد ذلك تضع جنينا الذي ينمو ويكبر ليصبح
مكروبا بالغا. إذا تمعنا في هذه الأجوبة، نستنتج أن الأجوبة ليست وليدة فراغ بل
أنها تتأسس على المكتسبات السابقة خاصة تلك المتعلقة بالتوالد. والتي سبق دراستها
في مستويات سابقة، والتي تشكل في حد ذاتها عوائق ابستمولوجية. كما أن هناك عوائق
إيستمولوجية لها علاقة بالمعرفة العامة. إذن المطلوب من المدرس في هذه الحالة هو
الأخذ§ بعين الاعتبار هذه الأخطاء وأن ينطلق منها ساعيا إلى هدمها وتعويضها
بالمعرفة العلمية الجديدة، مما يؤدي حتما إلى حدوث قطيعة والتي ليست القطيعة
النهائية بل ستليها قطيعات أخرى خلال المسار الدراسي.
* إذا كان الانطلاق من الخطأ مسألة أساسية لإنجاز التصحيح والتصويب
فكيف يتم ذلك ؟
العلمية.
طبيعيا ومقبولا.
خارجه”. الهدف العائق Objectif
obstacle تحديد المصطلح:ý إن هذا المصطلح وضعه
الباحث الفرنسي “Martinand”
“مارتينالد”، وهو مفهوم يرتبط بحقل ديداكتيك العلوم الفيزيائية
والطبيعية، ولقد وظفه العديد من العلماء. وهو مصطلح مركب يتألف من: لفظ هدف objectif المأخوذ من بيداغوجيا الأهداف ولفظ عائق obstacle المستمد من إيبستيمولوجيا باشلار.
مما يضفي على المصطلح دلاله جديدة، فهناك من جهة تراكم التأثير الدينامي للعائق
بمعناه الابيستيمولوجي.
يتصف بها وهو مستعمل داخل بيداغوجيا الاهداف. – كما أن جدة هذا المصطلح “هدف
عائق” تظهر على مستوى آخر: فعوض تحديد الأهداف انطلاقا من تحليل قبلي للمادة
الدراسية فقط. وتحديد العوائق الايستيمولوجية والسيكولوجية انطلاقا من نشاط الذات.
يتم انتقاء الأهداف بناء على طبيعة العوائق كمرجع أساسي.
يتبعها البيداغوجي تلك البيداغوجيا القائمة على أساس إمكانية رفع العوائق التي
يكشف عنها لدى التلاميذ.
قابل للتجاوز. بينما لا يمنك تجاوز البعض الآخر.
الحصر Blocage وذلك اعتبارا للدلالة السلبية التي ينطوي عليها مفهوم الحصر Blocage. وهكذا فإذا كان مفهوم الهدف العائق يتمتع بقابلية التجاوز فإن
مفهوم الحصر يتسم بالعقم بل ويعكس إحساس الذات بالعجز وذلك لكون كيفية تجاوزه غير
معروفة. خطوات لتمييز الهدف العائق: هناك خطوات يمكن بفضلها تمييز الهدف العائق عن
كل ما يمكن أن يماثله أو يتصف بمواصفات قد تشابهه ولتحديد ذلك نحدد الخطوات
التالية:
تلك التي تشكل التمثلات Les représentations وذلك دون الانتقاص من
قيمتها أو المبالغة في تقديرها.
الأكثر دينامية، نوع المسار الذهني التقدمي الذي يطابق إمكانية التجاوز المحتمل
لتلك العوائق.
العوائق من بين العوائق التي تم الكشف عنها ذلك الذي يبدو أنه قابل للتجاوز خلال
مقطع دراسي، العائق القابل للتجاوز.
القابل للتجاوز ضمن الصنافة الملائمة على اعتبار أن المظهر الغالب في الهدف العائق
يرتبط دائما بصنافة من الصنافات (هدف عائق يتعلق بالمواقف أو بالمنهج أو بالمعرفة
أو بمهارة عملية أو اكتساب اللغة أو بشفرة ما).
في صيغة ألفاظ إجرائية حسب الطريقة التقليدية في صياغة الأهداف.
متناسقة تلائم الهدف ووضع إجراءات علاجية في حالة وجود صعوبة ما.
بدقة وبكيفية واحدة لدى مجموعة من المتعلمين. إذن الهدف المغلق يتم من خلاله تحديد
كل شيء تحديدا قبليا بناء على مفاهيم الإنتاجية والعقلانية والفعالية، إذ ينبغي أن
يكون الموضوع واضحا، دقيقا لا يحتمل أكثر من معنى،
للتعلم.
ملاحظا ومحتوى أو موضوع النشاط.
الوقت، المطلوب…)
الحد الأدنى الذي يعتبر وفقه العمل مقبولا وناجحا.
والمرجعية والادوات والطرائق والتمارين.
من الذي سينتج السلوك المطلوب ؟
سيبرهن على تحقيق الهدف ؟
(الإنجاز) ؟
السلوك ؟
ستعتمد لتحديد ما إذا كان النتاج مرض ؟
المعرفة العلمية، وهي تعطلات واضطرابات تعود بشكل صميمي إلى فعل المعرفة ذاته لا
إلى أسباب خارجية عن هذا الفعل مثل تعقد الظواهر، وسرعة زوالها، أو ضعف الحواس
والفكر الانسانيين ولقد استنتج باشلار وجود عوائق الايستمولوجية من هذا المنظور كل
ما يحول بشكل غامض غير واضح وغير مباشر دون تقدم العقلانية وتطور المعرفة
الموضوعية لأنها أي العوائق نابعة من أغوار اللاشعور الجمعي.